فِيْ ذِكْرَىْ الْشُّهَدَاءِ
18 أبريل 2010
" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوَا فِيْ سَبِيِلِ الْلَّهِ أَمْوَاتا بَلْ أَحْيَاءّ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ "
فِيْ ذِكْرَىْ الْشُّهَدَاءِ
إِنَّ طَرِيْقِنَا هَذَا مَرْسُوْمَةٌ خُطُوَاتِهِ ...
وَاضِحَةٌ مَعَالِمُهُ ... مَوْضُوْعَةٌ حُدُوْدَهُ
وَإِنَّمَا تَظْهَرُ الْرُجُولَةُ بِالْصَّبْرِ
وَالْمُثَابَرَةِ وَالْجِدَّ وَالْعَمَلُ الْدَّائِمُ
وَمَنْ صَبَرَ فَأَجْرُهُ فِيْ ذَلِكَ عَلَيْ الْلَّهِ
... وَلَنْ يَفُوْتُهُ أَجْرٌ الْمُحْسِنِيْن
إِمَّا الْنَّصْرُ وَالْسِّيَادَةُ وَإِمَّا الْشَّهَادَةُ وَالْسَّعَادَهْ
فِيْ 22 مَارَسَ سُنَّةَ 2004
تَكَالَبَتْ أَيْدِيَ الْصَّهَايِنَةِ عَلَيَّ قُتِلَ الْشَّيْخُ احْمَدُ يَاسِيْنَ
كَهْلٍ مُقْعَدٍ ضَرَيُرَ هَذَا هُوَ الْشَّيْخُ أَحْمَدُ يَاسِيْنَ
لَا يَقْوَىَ عَلَىَ حَمْلِ بُنْدُقِيَّةُ وَلَيْسَ لِجَسَدِهِ الْهَزِيْلِ
أَنْ يَلْتَفَّ بِحِزَامٍ نَاسِفٌ فَقَدْ قُدْرَتِهِ عَلَىَ الْحَرَكَةِ
فِيْ مُعْتَقَلَاتِ الْصَّهَايِنَةِ الْمُجْرِمِيْنَ أَفْقَدُوهُ الْبَصَرَ
وَلَمْ يَسْلُبُوا مِنْهُ الْبَصِيْرَةِ رَجُلٌ عَلَىَ كُرْسِيِّهِ وَلِحْيَتِهِ الْبَيْضَاءُ
يُرْعِبُ مِنْ زَرْعٍ الْلَّهِ بِصُدُوْرِهِمْ حِقْدَا عَلَىَ الْإِنْسَانِيَّةِ
كَانَ يُصَلِّيَ وَطَائِرَاتٌ الْشَّرِّ تُحَوِّمُ حَوْلَ كُرْسِيُّهُ
وَلَمْ تَفْقِدُهُ إِيْمَانِهِ بِرَبِّهِ وَإِيْمَانِهِ بِالْقَضِيَّةِ
تَعَامَلُوْا مَعَهُ وَكَأَنَّهُ ثُكْنَةٌ عَسْكَرِيَّةٌ،
وُجِّهُوْا الْصَّوَارِيْخُ وَالْأَحْقَادِ لِذَلِكَ الْجَسَدَ الَّذِيْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ،
قَتَلُوْهُ وَقَتَلُوْا جَمِيْعِ الْمَفَاهِيْمِ الْبَشَرِيَّةِ
هَلْ يَخْفَىَ عَلَىَ أَحَدٍ مَنْ هُوَ أَحْمَدُ يَاسِيْنَ،
لَقَدْ قَالَهَا مَرَّةً أَنَا رَجُلٌ كَهْلٌ ضَرِيْرٍ مُقْعَدٍ
وَكَأَنَّ فِيْ كُرْسِيُّهُ دَبَّابَةٍ حَيْثُ لَا نَدْرِيْ،
كَأَنَّ فِيْ عَيْنَيْهِ بَنَادِقا لَا نَرَاهَا لِمَاذَا يَقْتُلُوْهُ ؟؟
لَيْسَ إِلَا لِأَنَّهُمْ مُجْرِمِيْنَ مُحْتَرِفِيْ الْإِجْرَامِ،
سَخِرُوْا كُلِّ قُدُرَاتِهِمْ لِإِهَانَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ.
نَحْنُ لَا نَدِيْنُ، لَا نَشْجُبُ، لَا نَسْتَنْكِرُ،
وَلَنْ نُنَاشِدُ ضَمِيْرَ أَحَدٌ وَلَنْ نُشِيْرُ إِلَىَ الْمَوَاثِيْقَ الْدُوَلِيَّة
فَقَدْ انْتَهَىَ الْضَّمِيْرِ، وَانْتَهَتْ الْقَضِيَّةِ، وَلَنْ نَقُوْلَ أَيْنَ الْعَرَبِ، فَقَدْ مَاتَتْ أُمَّةُ الْعَرَبِ ؟؟
لَمْ يَمُرُّ عَلَيَّ اسْتِشْهَادِ الْشَّيْخِ أَحْمَدَ يَاسِيْنَ 3أَسَابِيْعَ
حَتَّيَ فُجِعْنَا خَبَرِ اسْتِشْهَادِ الْدُكْتُوُرْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الَرَنْتِيِسيّ أُسْدٍ فِلَسْطِيْنُ
فِيْ الْسَّابِعِ عَشَرَ مِنْ إِبْرِيْلُ 2004
يَا أَيُّهَا الْرَّجُلُ الْمُجَهَّزِ بِالْعَتَادِ وَبِالْحَدِيْدِ
هَلْ تَقْصِدُ الْشَّمْسُ الْجَمِيلَةٌ خَلَفْ هَاتِيْكَ الْحُدُوْدِ؟
قُلْ لِيَ بِرَبِّكَ كَيْفَ تَقْتَلِعُ الْحَوَاجِزُ وَالْسُّدُوْدْ؟
قُلْ لِيَ بِرَبِّكَ كَيْفَ تَقْتَحِمُ الْمَنَايَا وَالْقُيُودِ؟
فَأَجَابَ فِيْ ثِقَةٍ الْمُقَاتِلْ لَا يَلِيْنُ وَلَا يَحِيْدُ
أَسْتَلْهِمُ الْإِصْرَارِ وَالْإِقْدَامِ مَنْ دِيْنِيْ الْمَجِيْدِ
وَالْإِنْسِ فِيْ الْأَخْيَارِ وَالْأَصْحَابِ .. فِيْ الْجِيْلِ الْفَرِيْدُ
وَالْنَّفْسُ تَهْفُوْ لِلْمَعَارِكِ .. لِلْخُلُوْدِ
وَالْقُدْسُ فَاتِنَتِيْ وَمُلْهِمَتِيْ .. وَعُنْوَانِيْ الْوَحِيْدَ
وَالْجُرْحُ زَادِيَ يَا أَخِيْ لِلْثَّأْرِ مِنْ نَسْلِ الْقُرُودِ
فَإِلَامَ أَقْعُدَ أَوْ أَهْوَنَ فَقَدْ مَلَلْتُ مِنَ الْقُعُوْدِ
هُوَ مَوْكِبِ الْشُّهَدَا ... شَهِيْدٌ خَلْفَهُ أَلَفُّ شَهِيْدٌ
دِمَاؤُنَا بَارُوَّدْنا
عِظَامُنَا حَدَيِّدْنا
آُهَاتِنَا نَشِيْدُنَا
حُدَاؤُنا دُعَاؤُنَا
شَهِيْدُنَا شَفِيْعُنَا
بِلَادِنَا عَرُوْسُنَا
نَبِيِّنَا يَقُوْدُنَا
قُرْآَنُنَا دُسْتُوْرَنَا
جِرَاحِنَا مَشَاعِلُ
قُلُوْبَنَا قَنَابِلَ
وَشَعْبَنَا قَوَافِلَ
أَلغَامَنا الْجَمَاجِمِ
وَبَعْدَهُ الْمِيْلَادِ
وَمَهْرُهَا مِّيْعَادُ
طَرِيْقِهِ أَمْجَادِ
فَكَيْفَ لَا نُقَاوِمُ
يَا أَيُّهَا الْرَّجُلُ الْمُعَبَّأَ
بِالْسِّلاحِ وَبِالْهُدَى
يَا ذَاهِبَا لِلْمَوْتِ لِلْفِرْدَوْسِ
لَا تَخْشَىْ الْرَّدَى
إِنَّ الْحَيَاةُ رَخِيْصَةٌ
إِنَّ عَاثَ فِيْ الْأَرْضِ الْعِدَا
إِنَّ الْحَيَاةَ قَبِيْحَةٌ
إِنَّ لَمْ نَصُوْنُ الْمَسْجِدَا
فَاصْنَعْ حَيَاتِكَ سَيِّدَا
وَاجْعَلْ مَمَاتَكَ خَالِدا
0 التعليقات على فِيْ ذِكْرَىْ الْشُّهَدَاءِ
إرسال تعليق